كيف تصبح محاور جيد

شكرا , عندك حق , مشكور , بارك الله فيك , فكرة روعة

الحوار هو مراجعة الكلام والحديث بين طرفين ، ينتقل من الأول إلى الثاني ثم يعود إلى الأول
وهكذا، دون أن يكون بين هذين الطرفين ما يدل بالضرورة على وجوب الخصومة.
أما الجدل فهو في الأغلب اللدد في الخصومة وما يتصل بذلك، ولكن في إطار التخاصم بالكلام،
فالجدال والمجادلة والجدل، كل ذلك ينحو منحى الخصومة ولو بمعنى العناد والتمسك بالرأي
والتعصب له.

لا تناقش في موضوع لا تعرفه جيداً،
ولا تدافع عن فكرة إذا لم تكن على اقتناع تام بها. فإنك إن فعلت عرضت نفسك للإحراج وأسأت
إلى الفكرة التي تحملها وتدافع عنها؛ لأن أغلب الناس يميلون إلى تجسيد الفكرة المجردة في
شخص حاملها. واذكر دائماً قوله تعالى:
وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا.

يجب على المحاور ألا يستأثر بالكلام لنفسه ويحرم الطرف الآخر من الكلام ... من هنا كان
على المحاور أن يراعي الوقت في أثناء كلامه. فالإطالة في الكلام آفة المحاورين في الأغلب
وضررها أكبر من نفعها.

على المحاور الحكيم أن يراقب نفسه، بنفس الدرجة من اليقظة والانتباه التي يراقب فيها
الآخرين. وعليه أن يعتذر إذا أساء، ويتأنى حرصاً على الفهم، ويحذر العجلة في الحكم

والمحاور الناجح الذكي، هو الذي يحسن ضرب الأمثلة ويتخذها إما وسيلة لتقريب وجهة نظره
من المحاور وشرحها، وإما لإقناعه بفكرته.
وليس من البيان استخدام غريب الألفاظ، وما أجمل ما أوصى به الله عز وجل رسوله الكريم إذا
أمره أن يقول : وما أنا من المتكلفين. وما أجمل حديثه صلى الله عليه وسلم حينما يقول: وإن
أبغضكم إليّ وأبعدكم مني مجلساً يوم القيامة: الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون.